وانجاري ماثاي- سيدة المليار شجرة(خاص بالمسابقة)
صفحة 1 من اصل 1
وانجاري ماثاي- سيدة المليار شجرة(خاص بالمسابقة)
[center]
(وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ) (يّـس32،34)
التميز الذي يحيط بشخصيتها وبكل شيء يخصها جعلها سيدة فريدة من نوعها, وكونها أول سيدة أفريقية تحصل علي جائزة نوبل زادها تميزا وأضاف سبقا جديدا للمجالات التي كانت رائدة فيها بلا منازع, وأصبح اسم وانجاري ماثاي الناشطة في مجال حماية البيئة وحقوق المرأة والديمقراطية يتردد في العالم كله بعد أن عرفه من قبل العديد من الدول الأفريقية والمنظمات والحكومات الدولية المهتمة بمجال البيئة وحقوق الانسان.
ماثاي أول سيدة في بلدها كينيا تكمل تعليمها بالخارج, وأول امرأة في شرق ووسط أفريقيا تحصل علي درجة الدكتوراه والأولي التي تتولي منصب رئيس قسم بالجامعة, كما أن ماثاي التي تقطن بمدينة نييري القابعة في حضن جبل كينيا كانت من السباقين في العالم إلي الدعوة للحفاظ علي البيئة قبل أن يصبح هذا الموضوع آخر صيحة عالمية يسعي إليها حاليا كل من يبحث عن الأضواء.
وقد أسست حركة الحزام الأخضر عام1977 ووصفها المتخصصون بأنها أكثر الحركات ابتكارا وابداعا, حيث قامت علي مبدأ بسيط للغاية وهو تشجيع الأشخاص وبالذات السيدات علي زرع الاشجار علي نطاق واسع لمنع التصحر, واستخدامها للتدفئة ومنع تجريف الأرض ثم تنظيم حملات مكثفة من أجل حماية المساحات الخضراء, وقد انتشرت الحركة في نحو20 دولة أفريقية ويقال انها نجحت في زرع30 مليون شجرة في أنحاء افريقيا.
وقالت لجنة نوبل ان ماثاي استحقت جائزة نوبل للسلام لعملها المستمر في مجال التنمية المستديمة وترسيخ الديمقراطية, وحقوق الانسان والمرأة.
وماثاي تعتبر الملهمة لأجيال كاملة من النساء في مجتمع يسيطر عليه الرجال, حيث تقول عنها ليديا وهي مديرة بأحد بنوك نيروبي: كان من الصعب علينا نحن الفتيات اللاتي يتمتعن بالذكاء والطموح معرفة ما يتوجب علينا فعله فيما يخص مستقبلنا, بالطبع كنا نحصل علي التشجيع من عائلاتنا ولكن اهتمامهم كان منصبا علي حصولنا علي الزوج المناسب وانجاب الاطفال. ولكن السيدات من امثال وانجاري ماثاي أنرن لنا الطريق وبين لنا أنه يمكننا النضال من أجل الحصول علي حقوق أخري مثل حق التعليم والعمل.
في كل مراحل حياتها وكفاحها كانت تلاحقها دائما المتاعب من الرجال الذين لم يستطيعوا ابدا تقبل فكرة استيلاء سيدة علي الأدوار التي كان من المفترض من وجهة نظرهم أن يقوموا هم بها, ولقبها موي بـ المرأة المجنونة. كما جاءتها الضربة الكبري من زوجها الذي لم يتقبل أبدا نشاطاتها وطلقها في الثمانينيات في فضيحة مدوية أثرت لفترة طويلة علي حياتها العملية بعد أن طعن في أنوثتها أمام المحكمة ووصفها بأنها: متعلمة جدا وقوية جدا وناجحة جدا ومعتدة برأيها أكثر من اللازم ومن الصعب قيادتها.
ولكن بالرغم من كل الصعوبات رفضت ماثاي التخلي عن السياسة والدور الذي نذرت نفسها له, وخلال مسيرتها السياسية رشحت نفسها للرئاسة عام1997 ولكن ألغي ترشيحها لأسباب فنية لها علاقة بقوانين واجراءات الانتخابات, ثم رشحت نفسها مرة أخري في البرلمان عام2002 وحصلت علي98% من الأصوات في مسقط رأسها, وفي هذه الانتخابات نفسها تمت الاطاحة بحكومة موي التي حكمت لمدة24 عاما وحلت محلها حكومة أقل تشددا برئاسة مواي كيباكي. وقد فازت ماثاي مع سبع سيدات أخريات بمقاعد في البرلمان وعينها كيباكي فورا نائبا لوزير البيئة. وقد حصلت ماثاي علي نسبة كبيرة من أصوات لجنة جائزة نوبل متفوقة علي هانز بليكس كبير مفتشي أسلحة الدمار بالأمم المتحدة ومحمد البرادعي رئيس هيئة الطاقة الذرية.
وتعليقا علي فوزها قالت ماثاي بخفة دمها التي جعلتها قريبة من قلوب كل من يعرفها إن الجائزة وضعتها أمام تحد جديد من نوعه لم تقابله في حياتها المليئة بالتحديات وهو كيف ستنفق قيمة الجائزة التي تبلغ750 ألف جنيه استرليني؟ خاصة انها لم تر في حياتها هذا الكم الهائل من الأموال.
في 1 نيسان 1940 ولدت ماثاي في قرية Ihithe، منطقة نيري، في المرتفعات الوسطى من مستعمرة كينيا. وكانت عائلتها من الكيكويو، وهي المجموعة العرقية الأكثر اكتظاظاً بالسكان في كينيا، وعاشت في المنطقة لعدة أجيال. في عام 1943 انتقلت أسرة ماثاي إلى مزرعة يملكها البيض في وادي المتصدع، بالقرب من مدينة ناكورو، حيث وجد والدها عملاً هناك. في أواخر عام 1947 عادت إلى Ihithe مع والدتها، واثنين من إخوتها كانوا يحضرون المدرسة الابتدائية في القرية، حيث لم يكن هناك أي تعليم متاح في المزرعة مكان عمل والدها وبقي والدها في المزرعة. بعد فترة وجيزة، في سن الثامنة، انضمت إلى إخوانها في مدرسة Ihithe الابتدائية.
في سن الحادية عشرة، انتقلت ماثاي من المدرسة الابتدائية الي الإعدادية سانت سيسيليا، وهي مدرسة داخلية للبعثة الكاثوليكية في نيري. ماثاي درست في سانت سيسيليا لمدة أربع سنوات. خلال هذا الوقت، أصبحت تتحدث بطلاقة اللغة الإنجليزية وتحولت إلى الكاثوليكية. كانت قد شاركت مع وسام جوقة مريم، الذي حاول أعضائها الدراسة في سانت سيسيليا. ومع انتفاضة الماو ماو اضطرت والدتها للانتقال من منزلهم الي قرية الطوارئ في Ihithe وعندما اكملت دراستها هناك في عام 1956 ، كان تصنيفها الأولى في صفها ، وحصلت على قبول في المدرسة الثانوية الكاثوليكية الوحيدة للبنات في كينيا ، لوريتو في مدرسة ثانوية في يمورو .
كانت نهاية الاستعمار بشرق أفريقيا تقترب، والسياسيين الكينيين، مثل توم مبويا اقترحوا سبل لجعل التعليم في الدول الغربية متاحة للطلاب المتميزين. جون كينيدي عضو مجلس الشيوخ الأمريكي وافق على تمويل هذا البرنامج من خلال مؤسسة جوزيف كنيدي الابن، المشروع في ما بعد أصبح يعرف باسم الجسر الجوي كينيدي أو الجسر الجوي أفريقيا. أصبحت ماثاي واحدة من نحو 300 من الكينيين المختارين للدراسة في الولايات المتحدة في سبتمبر 1960.
حصلت على منحة للدراسة في كلية ماونت سانت سكولاستيكا (الآن كلية البينديكتين )، في أتشيسون، كانساس،حيث تَخصّصتْ في عِلْمِ الأحياء، مَع الكيمياءِ والألماني . وبعد حصولها على درجة البكالوريوس في العلوم في عام 1964 درست في جامعة بيتسبرغ للحصول على درجة الماجستير في علم الأحياء. دراساتها العليا تم تمويلها من قبل معهد أفريقيا وأمريكا. خلال فترة وجودها في بيتسبيرج، واجهتْ إعادةَ بيئيةَ أولاً، عندما دَفعَ إختصاصيي البيئة المحليّينَ لتَخليص مدينةِ تلوثِ الهواء.
في يناير كانون الثاني عام 1966، حصلت ماثاي علي درجة الماجستير في العلوم البيولوجية، وعينت في منصب مساعد باحث إلى أستاذ علم الحيوان في جامعة نيروبي.
لدى عودتها إلى كينيا، اخفضت ماثاي الاسم الاول لها، وفضلت أن تكون معروفة باسم ولادتها، وانجاري موتا. وعندما وصلت إلى الجامعة لبدء وظيفتها الجديدة،أبلغت بان الوظيفة قد أعطيت لشخص آخر. ماثاي تعتقد ان هذا بسبب الجنس والتحيز القبلي. وبعد البحث عن وظيفة لمدة شهرين،الأستاذ راينهولد هوفمان من جامعة جيسن في ألمانيا، عرض عليها وظيفة كمساعد باحث في قسم التشريح المجهري بقسم التشريح البيطري المنشأ حديثا في كلية الطب البيطري في جامعة نيروبي. وفي أبريل 1966، التقت موانغي بماثاي الذي كان قد درس ايضا في أمريكا، وأصبح فيما بعد زوجها. وقد استأجرت أيضا متجر صغير في المدينة، وأنشأت متجر عام، حيث عمل فيهما أخواتها.و في عام 1967، بناء على طلب من البروفيسور هوفمان، سافرت إلى جامعة جيسن في ألمانيا في السعي لشهادة الدكتوراه. حيث درست في كل من جيسن وجامعة ميونيخ.
في ربيع عام 1969، عادت إلى نيروبي لمواصلة الدراسات في كلية جامعة نيروبي باعتبارها مدرس مساعد.و في مايو تزوجت وانجاري من ماثاي وفي وقت لاحق من ذلك العام أصبحت حاملا بطفلها الأول وشن زوجها حملة للحصول على مقعد في البرلمان، و لكنه خسر بفارق ضئيل . أثناء انتخابات توم مبويا الذي كَانَ ذو دور فعّالَ في تأسيس البرنامجِ الذي أرسلَها في الخارج،اغتيل. وأدى ذلك الرئيس كينياتا الي إنهاء فعال للديمقراطية متعددة الأحزاب في كينيا. بعد فترة وجيزة قامت بولادة ابنها الأول اويرو.
وفي عام 1971، أصبحت أول امرأة من أفريقية الشرقية تحصل على درجة الدكتوراه، وكانت شهادة الدكتوراه في علم التشريح البيطري من كلية جامعة نيروبي، والتي أصبحت جامعة نيروبي في العام التالي. أكملت أطروحتها على التطوير والتفريق بين الغدد التناسلية في الأبقار. وانجبت ابنتها، Wanjira، في ديسمبر كانون الاول عام 1971.
تردد إسم وانجاري ماثاي عالميا والاعتراف الدولي بجهودها لدى معظم الدول الإفريقية وداخل المنظمات الأجنبية المهتمة بالمجال الحقوقي والبيئي، أكسبها قوة وتمردا، الشيء الذي جعلها تقع في مواجهة مع الرئيس الكيني السابق اراب موي المعارض لأنشطتها البيئية، وخاصة لدى تأسيسها لأول حزب للخضر سنة 1987. عندما أجبرت الحكومة سنة 1990 على التخلي عن مشروع بناء برج ليكون مقرا للحزب الحاكم على حساب مساحات خضراء، وإقناع المستثمرين بسحب أموالهم، تلقت ماثاي تهديدات قالت بشأنها " الضرب والتهديد لن يجبراني على الصمت.. لدي جلد فيل ..لابد لأحدنا أن يتكلم وبصوت عال وقوي". رغم ذلك لم تتنازل أو تتراجع للوراء، بل ستواصل نضالها السياسي والبيئي وتعاود الكرة مرة أخرى مع الرئيس أراب موي سنة 1998 حينما ستمنعه من إقامة مشروع سكني فاخر فوق قطعة أرضية اقتلعت أشجارها لفائدة هذا المشروع.
كل الصعوبات والتهديدات التي تميزت بها حياة هذه الإفريقية الريفية، زادتها إصرارا على إكمال المسيرة السياسية والتشبث بالنضال وذلك بترشيح نفسها للانتخابات الرئاسية سنة 1997 والذي الغى لأسباب متعلقة بنظام الانتخابات، لتجد نفسها، بعد ذلك بسنوات، فائزة بمقعد برلماني في انتخابات 2002 ونائبة لوزير البيئة في حكومة الرئيس مواي كيباكي.
تفوقها الدراسي وتميزها العلمي ونضالها السياسي، جعل من الكينية وانجاري ماثاي، ناشطة بيئية تفوز بالعديد من الجوائز الدولية منها جائزة غلوبال 500 "الخمسمائة العالميون" ضمن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وجائزة صوفي 2004 وهي جائزة بيئية دولية قيمتها 100 ألف دولار أمريكي، وجائزة غولدمان للبيئة سنة 1991 وهي جائزة سنوية تمنح للنشطاء البيئيين الموزعين على ست مناطق في العالم.
ارتبط اسم ماجوري بالدفاع عن البيئة عندما بدأت مشوارها باطلاق صيحتها التي وجهتها الي نساء كينيا بالنضال من أجل تنقية الهواء والماء لحماية صحة أبنائنا وكانت تدفع لهن بضعة قروش لتغرس كل واحدة شجرة, وشاركت نساء وطنها في إقامة حزام أخضر لحماية هواء كينيا من التلوث ولأنه لا كرامة للمرأة في وطن بائس غارق في مستنقعات التخلف, ولا في قارة تحكمها قوي الرجعية والفساد والتمزق. متاي التي وصفتها الصحافة الغربية بالمرأة الأكثر احتراما بين نساء إفريقيا متعددة المواهب والثقافات والمناصب, فهي ناشطة في البيئة وفي الدفاع عن حقوق المرأة وسياسية وترأس في بلادها الحملات ضد الفساد والدفاع عن حقوق الإنسان وأسست في عام 1977 حركة الحزام الأخضر التي زرعت عضواتها ـ وكلهن من النساء ـ حزاما من الأشجار حول كينيا ليس فقط لحماية البيئة ولكن لايجاد فرص عمل للكينيات.
أعيد لنوبل للسلام إحترامها وتقدير العالم لها عندما حصلت علي الجائزة في عام 2004وانجاري ماثاي, بعد أن ساءت سمعة هذه الجائزة وابتذلت عندما تقرر منحها لمناحم بيجين ثم إسحاق رابين.
عرضت الناشطة الإفريقية التي عاشت طوال عمرها مهمومة بآلام وأحزان قارتها, رؤيتها للنهوض وتنمية القارة الإفريقية في الجامعات والمؤتمرات العلمية حول العالم, تتحدث بصوت عال عن تراجع الاهتمام بالبيئة وانتشار الفقر وانهيار مستويات الصحة في العالم الثالث, لكنها لم تنس لحظة موطنها الأصلي في كينيا وأحياءها الشعبية الفقيرة وتجولت حول دول القارة تتحدث الي أبنائها وتوجه النصيحة لحكامها. فالتحديات التي تواجه إفريقيا كثيرة ومتشابكة, والقارة في أشد الحاجة الي عقول وسواعد أبنائها, وليس للمستثمرين البيض والصفر, الذين دخلوا القارة من أبواب العولمة الخلفية بعد الاستقلال ليستنزفوا ما تبقي من مواردها ومعادنها فهم أكثر إنتهاكا وتدميرا للقارة من المستعمرين القدامي, والجرائم التي ترتكب بأيدي المستعمرين الجدد لا تقل خطرا عن مذابح المستعمرين القدامي للأرض وللإنسان الإفريقي.
المدافعون عن البيئة بحثوا عن وانجاري ماثاي فقد ناضلت مع آلاف النساء الكينيات في صمت علي مدي ثلاثين عاما ومنذ عودتها من بعثتها في الولايات المتحدة بعد حصولها علي الدكتوراه في التشريح البيطري, بحثا عن السبل لتحطيم الحواجز التي بناها المستعمرون لحرمان شعوب القارة من ثرواتهم ومن حقوقهم الإنسانية, وطالبت الأفارقة بأن ينهضوا بالبيئة ويرتبطوا بوطنهم وقارتهم ويشاركوا في بنائها ولا ينعزلوا عنها كانت تؤمن بأن إفريقيا جزء من العالم فنحن جميعا نشترك في الأرض, وننتمي للحضارة الإنسانية.
في كل أحاديثها وكتاباتها تبدو أحزانها علي إفريقيا التي ذبحها المستعمرون البيض مع سبق الاصرار, وهذا الاهتمام بإفريقيا كان يأتي من داخلها ومن إيمانها بوطنها وخوفها من المؤامرات التي ترتكب في حق القارة من قوي الاستعمار الجديد لم تكن ونجاري متاي اقتصادية أو باحثة اجتماعية, ورفضت كل العروض التي تجذب المثقفين من أبناء القارة للعمل في وكالات المعونات ومنظمات التنمية الدولية, كانت تؤكد باستمرار أنها باحثة بيولوجية عملت لعدة سنوات أستاذة بالجامعة, وانتخبت عضوا بالبرلمان لخمس سنوات ثم نائبا لوزير البيئة والمصادر الطبيعية في حكومة الرئيس مواي كيباكي, لكن نضالها مع نساء كينيا في حركة الحزام الأخضر, كان أكثر ما تعتز به, وهو ما أقنع لجنة نوبل بأحقيتها في الحصول علي جائزة نوبل للسلام.
كانت مسز ماثاي تقول إن أكبر الكوارث التي حلت بإفريقيا بعد الاستقلال, هي أن الشعوب الإفريقية أعطت الأمان والثقة لحكامها, لكن قلة من هؤلاء الحكام كانوا جديرين بهذه الثقة, فالتخلف الذي أصاب القارة ولايزال ينهش في جسدها, هو بسبب غياب اخلاقيات ومبادئ القيادات, ولأن الشعوب تتأثر بسلوكيات حكامها فقد انتشر سرطان الفساد في أحشاء القارة إنها تري أن الأنظمة الإفريقية الحاكمة خانت أحلام وطموحات شعوبها, واستخدمت الحصانة في نهب ثروات البلاد, وتعمد الحكام أن يستنزفوا مواطنيهم في حروب أهلية وصراعات محلية. أبعدوها عن منصبها الوزاري عام 2008 بسبب معارضتها للحكومة الجديدة وفي إحدي مظاهرات الاحتجاج علي فساد الحاكم والطبقة الحاكمة التي تنهب أراضي وثروات الشعب أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع علي الغاضبين وتعرضت مارجوري بعدها لأزمة صحية في الجهاز التنفسي لازمتها حتي وفاتها.
لكن حياة وانجاري ماثاي الخاصة لم تكن أيضا سهلة أو سعيدة, فهي مثل ملايين الإفريقيات, وقعت ضحية ظلم الرجل الإفريقي وأخلاقياته وتراثه الاجتماعي المريض, فقد طلقها زوجها موانجي ماثاي, ولم يخجل أن يعلن أنه اضطر لطلاقها بسبب أنها امرأة قوية الشخصية تجبر كل من حولها علي احترامها وعندما انتقدت القاضي الرجل الذي حكم ضدها في قضية الطلاق, ألقي بها في السجن.
رحلت السمراء الجميلة التي كانت تملأ حياة مجتمعها بابتسامتها ضحكا وأملا في مستقبل افضل, في وقت تحتاج فيه إفريقيا لقيادات لديهن القدرة علي إعادة رسم خريطتها الاجتماعية والسياسية, ولديهن مناعة طبيعية ضد الفساد. ورغم تمكن هذه الإفريقية من الصمود ومواجهة العديد من التهديدات والمضايقات التي تلقتها بسبب أنشطتها المدنية، والوقوف في وجه تسلط واستبداد حكامها، إلا أن مرض السرطان استطاع أن ينال منها ويهزمها سنة 2011، لتتوفى بمستشفى كينيا عن سن ناهز 71 سنة، بعد مسيرة علمية متميزة اتسمت بالكفاح من أجل الحفاظ على البيئة والدفاع عن حقوق المرأة والتمرد على واقع مجتمعها الإفريقي.
وقد خلفت سيدة المليار شجرة، والتي أشادت بجهودها لجنة نوبل للسلام عند فوزها بهذه الجائزة معتبرة إياها " سيدة تفكر بمستوى عالمي وتشتغل على مخططات محلية "، إصدارين أحدهما باسم " التي تزرع الأشجار" و الثاني بعنوان " تحدي لإفريقيا".
[/center]
مواضيع مماثلة
» ليما غبوي ،،[سيدة السلام]
» فاطمة سامورا أول سيدة تتولى منصب أمين عام الفيفا
» فاطمة سامورا أول سيدة تتولى منصب أمين عام الفيفا
» الشرطة الأمريكية تلاحق سعد لمجرد لاتهامه باغتصابه سيدة
» شجرة التفاح
» فاطمة سامورا أول سيدة تتولى منصب أمين عام الفيفا
» فاطمة سامورا أول سيدة تتولى منصب أمين عام الفيفا
» الشرطة الأمريكية تلاحق سعد لمجرد لاتهامه باغتصابه سيدة
» شجرة التفاح
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى