أسلوب ذكي لمعاقبة الأبناء ؟
صفحة 1 من اصل 1
أسلوب ذكي لمعاقبة الأبناء ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
.
.
قالت عندي ولدان اﻷول عمره ست سنوات والثاني تسع سنوات وقد مللت من كثرة معاقبتهما ولم أجد فائدة من العقاب فماذا أفعل؟ قلت لها هل جربت (أسلوب اﻻختيار بالعقوبة)؟
قالت ﻻ أعرف هذا اﻷسلوب فماذا تقصد ؟
قلت لها قبل أن أشرح لك فكرته هناك قاعدة مهمة في تقويم سلوك اﻷبناء ﻻ بد أن نتفق عليها وهي أن كل مرحلة عمرية لها معاناتها في التأديب وكلما كبر الطفل احتجنا ﻷساليب مختلفة في التعامل معه ولكن ستجدين أن(اسلوب اﻻختيار بالعقوبة) يصلح لجميع اﻷعمار ونتائجه ايجابية وقبل أن نعمل بهذا اﻷسلوب ﻻبد أن نتأكد إذا كان الطفل جاهلا أم متعمدا عند ارتكاب الخطأ حتى يكون التأديب نافعا، فلو كان جاهﻼ أو ارتكب خطأ غير متعمد ففي هذه الحالة ﻻ داعي للتأديب والعقوبة وإنما يكفي أن ننبهه على خطئه ، أما لو كرر الخطأ أو ارتكب خطأ متعمدا ففي هذه الحالة يمكننا أن نؤدبه بأساليب كثيرة منها الحرمان من اﻻمتيازات أو الغضب عليه من غير انتقام أو تشفٍ أو ضرب كما يمكننا استخدام (أسلوب اﻻختيار بالعقوبة ) وفكرة هذا اﻷسلوب أن نطلب منه الجلوس وحده فيفكر في ثﻼث عقوبات يقترحها علينا مثل (الحرمان من المصروف أو عدم زيارة صديقه هذا اﻷسبوع أو أخذ الهاتف منه لمدة يوم) ونحن نختار واحدة منها لينفذها على نفسه وفي حالة اختيار ثلاثة عقوبات ﻻ تناسب الوالدين مثل:
يذهب للنوم أو يصمت لمدة ساعة أو يرتب غرفته)
ففي هذه الحالة نطلب منه اقتراح ثﻼث عقوبات غيرها.
قالت :معترضة ولكن قد تكون العقوبات التي يقترحها ﻻ تشفي غليلي
قلت لها :علينا أن نفرق بين التأديب والتعذيب فالهدف من التأديب هو تقويم السلوك وهذا يحتاج إلى صبر ومتابعة وحوار واستمرار في التوجيه أما أن نصرخ في وجهه أو أن نضربه ضربا شديدا فهذا (تعذيب وليس تأديبا) ، إننا عندما نعاقب أبناءنا فإننا ﻻ نعاقبهم بمستوى الخطأ الذي ارتكبوه وإنما نزيد عليهم في العقوبة ﻷنها ممزوجة بالغضب وذلك بسبب كثرة الضغوط علينا فيكون أبناؤنا ضحية توترنا وعصبيتنا من الحياة ولهذا نحن نندم بعد عقابهم على تعجلنا أو عدم ضبط أعصابنا ، ثم قلت للسائلة وأضيف أمرا مهما وهو أنك عندما تقولين ﻻبنك اذهب واجلس لوحدك وفكر بثﻼث عقوبات ﻷختار أنا واحدة منها ﻷنفذها عليك فإن هذا الموقف هو تأديب في حد ذاته ﻷن فيه حوارا نفسيا بين المخطئ وهو الطفل وذاته وهذا تصرف جيد لتقويم السلوك ومراجة الخطأ الذي ارتكب وهو وقفة تربوية مؤثرة.
قالت والله فكرة ذكية سأجربها .
قلت لها أنا جربتها شخصيا ونفعت معي وأعرف الكثير من اﻷسر جربوها ونفعت معهم ﻷن الطفل عندما يختار العقوبة وينفذها فإننا في هذه الحالة نجعل المعركة بين الطفل والخطأ وليس بينه وبين الوالدين فنكون قد حافظنا علي رابطة المحبة الوالدية وكذلك نكون قد احترمنا شخصيته وحافظنا على انسانيته فلم نحقره أو نهينه ومن يتأمل تأديب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم للمخطئين يجد أنه مع التأديب يحترمهم ويقدرهم وﻻ يقبل باهانتهم وقصة المرأة الغامدية التي زنت وطبق عليها الحد فشتمها أحد الصحابة فقال له رسول الله انها تابت توبة لو وزعت على أهل المدينة لوسعتهم فنظرة اﻻحترام للمخطئ باقية طالما أنه سار في برنامج التأديب.
ثم ذهبت السائلة ورجعت بعد شهر فقالت لي لقد نجح اﻷسلوب مع أبنائي وصارت عصبيتي معهم قليلة وهم صاروا يختارون العقوبة وينفذونها فأشكرك على هذه الفكرة ولكن أريد أن أسألك كيف فكرت بهذه الطريقة التأديبية الرائعة فقلت لها إني استفدت من اﻷسلوب القرآني في التأديب فالله تعالي يعطي للمذنب أو للمخطئ ثﻼثة خيارات مثل كفارة من جامع زوجته في نهار رمضان أو كفارة اليمين وغيرها من الكفارات فإن الشريعة اﻹسﻼمية تعطي ثﻼثة خيارات لمرتكب الخطأ وهذا أسلوب تأديبي راق وجميل فقالت إذن هو اسلوب قرآني تربوي
قلت لها نعم إن القرآن والسنة فيها أساليب تربوية عظيمة في تقويم السلوك البشري للصغار والكبار ﻷن الله هو خالق النفوس وهو أعلم بما يصلحها وأساليب التأديب كثيرة ومنها (أسلوب اﻻختيار بالعقوبة) الذي شرحناه لك فانصرفت وهي سعيدة في تقويم أبنائها وزيادة المحبة في بيتها.
بقلم /
د. جاسم المطوع
مواضيع مماثلة
» 6 أخطاء نرتكبها لمعاقبة اطفالنا
» 5 أساليب تربوية لاستقلال شخصية الأبناء
» الرفق أسلوب تربوي علاجي
» هذا هو الحب الذي يدمر الأبناء !
» الصبر على الأبناء ضرورة تربوية
» 5 أساليب تربوية لاستقلال شخصية الأبناء
» الرفق أسلوب تربوي علاجي
» هذا هو الحب الذي يدمر الأبناء !
» الصبر على الأبناء ضرورة تربوية
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى