تحميل سيتي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

يوم تفنّن الإسبان في تعذيب وإبادة المسلمين بالأندلس

اذهب الى الأسفل

يوم تفنّن الإسبان في تعذيب وإبادة المسلمين بالأندلس Empty يوم تفنّن الإسبان في تعذيب وإبادة المسلمين بالأندلس

مُساهمة من طرف Admin الخميس ديسمبر 15, 2016 8:28 pm

يوم تفنّن الإسبان في تعذيب وإبادة المسلمين بالأندلس EDEMIj
قليل هم المؤرخون المستشرقون (الغربيون) النصارى الذين يضعون حدث "الإبادة المسلمين " في الأندلس إبان ظهور ما سمي آنداك بمحاكة التفتيش ، ضمن إطارها التاريخي الصحيح بل يتعمدون أكثر من ذلك إلى محاولة تغيير غير بريئ للمعطى التاريخي وسياق ظهور هذه المحاكم، حيث أن محاكم التفتيش في نظرهم هي خطأ غير مقصود له مبرراته بل الأكثر من ذلك عندهم هو أن الإسلام هو المسؤول عن ظهورها وحجتهم في ذلك ان المسلمين هم من دفعوا بالمسحيين إلى إستنباط هكذا محاكم لصد الإسلام وتمدده في شبه الجزيرة الإيبيرية .

لكن بالرغم من كل هذه المحاولات الإستشراقية لتليين صورة "الكنيسة" بإعتبارها المحرض الرئيس على إبادة المسلمين في إطار هذه المحاكم ، فإن التاريخ يشهد على سواد هذه الفترة من تاريخ إسبانيا لم تستطع مرور السنوات من إزالته أو محوه من ذاكرة التاريخ العالمي .

تسليم غرناطة

لقد شكل سقوط غرناطة آخر معقل بنوا الأحمر بالأندلس بمثابة بداية نهاية الحكم الإسلامي في شبه الجزيرة الإيبيرية حيث تم إبرام إتفاق بين الملك "أبو عبد الله بن أبي الحسن " وملك إسبانيا " فرديناند الخامس" سنة 1492م بتسليمه إياها بعد حصار دام 9 أشهر، بعدما دبّ الضعف والوهن في أوصال الدولة الإسلامية بالأندلس ، وهناك الكثير ما يقال حول الحصار الذي فرض على غرناطة وما قامت به القوات الإسبانية آنداك من تحطيم للحقول المجاورة للمدينة وحرقها الأمر الذي تسبب في مجاعة رهيبة وصلت لدرجة أن سكان غرناطة بدأوا في أكل القطط والكلاب والخيول .

في يوم التسليم دخل الجيش القشتالي المدينة وأطلقت المدافع إيدانا بالتسليم وإتجهت القوات المسيحية مباشرة بعد دخولها المدينة نحو قصر الحمراء ورفعت فوق برج القصر صليبا فضيا كبيرا كان يضعه الملك فيرديناند على عنقه في جل حروبه مع غرناطة، ثم أُعلن بصوت مرتفع أن غرناطة أصبحت تابعة للحكم الكاثوليكي .

من هنا أعتبر جل المؤخرين أن سقوط غرناطة والإستيلاء عليها طويت معه صفحة من تاريخ دول المسلمين في الأندلس بعد ثمانية قرون من التواجد ، لتبتدأ معها فصول أخرى من الإضطهاد والإبادة الحضارية بكل ما تحمله الكلمة من معنى خاصة مع ظهور ما يسمى "بمحاكم التفتيش" فماهو السياق التاريخي لظهورها ؟ وما أساليب التعذيب التي رافقت هاته المحاكم؟

محاكم التفتيش وأساليب التعذيب .

بعدما تم تسليم غرناطة للإسبان بموجب إتفاق أبرم بين حكامها المسلمين والملك الاسباني المشار إليه تضمنت المعاهدة شروطا من بينها إحترام المسلمين وشعائرهم وتأمين الصغير والكبير وعدم إيداءهم أو الإستيلاء على أموالهم أو عقارهم مع إحترام شريعتهم وحرمة مساجدهم وتولية المسلم على المسلم ، وألا يعاقب مسلم إعتدى على كاثوليكي في زمن الحرب وألا يضع المسلم علامة او رمز يميزه عن غيره ولا يمنع مؤذن أو صائم ولا مصل من أمور دينه ...لكن الإسبان نقضوا هذه المعاهدة وبدأت معها فصول أخرى لعهد سيبصم على أبشع مظاهر الإضهاد والإبادة العرقية والتمييز الطائفي والديني ، ظهرت بوادره عند دخول الاسبان إلى قصر الحمراء ونصب الصليب على برج القصر ، ولم تمر سوى أيام قليلة حتى تمت صياغة مبرر واه بإتفاق بين الملك الإسباني وأسقف غرناطة الذي إدّعى أن المسيح ظهر له وأمره بالعمل على حمل كل المسلمين بالدخول للكاثوليكية بغرناطة ومدن إسبانيا بأكملها ، إستهلها الأسقف بإحتلال المساجد وتحويلها إلى كنائس ومصادرة الأوقاف صاحبتها إحتجاجات وثورة للمسلمين ضد هذه الأحكام وضدا في نقض العهد المبرم، فتم التنكيل بهم وسجنهم وإعدامهم بشكل جماعي .

من هنا ظهرت "محاكم التفتيش" الذي أصدرت تعليماتها لرجال الدين الكاثوليك بالعمل على تنصير كل المسلمين بإسبانيا فبدأت تبحث عن المسلمين في كل أنحاء غرناطة وإسبانيا عامة من أجل محاكمتهم على عدم تنصرهم فأحرقت المساجد والكتب من فقه وحديث وسيرة وأصدرت أحكام ضد المسلمين بإحراقهم بشكل جماعي في ساحات عمومية أمام الملأ، حتى أن بعض المؤرخين من بني جلدتهم أشاروا أن ضحايا محاكم التفتيش حتى سنة 1577 م بلغ نصف مليون مسلم كأكبر حرب إبادة شهدها التاريخ الوسيط .

فكان من الطبيعي أن يهيم المسلمون في الجبال المحيطة بغرناطة والهرب من بطش وعذاب محاكم التفتيش ، لكن هذه الأخيرة لاحقتهم حتى في الجبال والأوكار والأدغال في إطار حملات عسكرية كانت تشن ضدهم فيساقون في جماعات نحو ساحات عامة للحرق والتنكيل والتعذيب في أبلغ تجلياته التي سنحاول أن نجرد بعضا منها إذ لايسعنا مؤلفات للإحاطة بهكذا أنواع من التعذيب والتفنن في إبتكار وسائله وطرائقه .
لقد أطلق المسيحيون إسم "المرسكيون " على المسيحيين الجدد وهم المسلمون المتنصرون وكانوا يعاملونهم بإحتقار وتم إخضاعهم إلى جانب كل المسيحيين الجدد الذين يشكك في مسيحيتهم للإختبار فيخص انتماءهم الدينين ، لتبدأ معها الفصول الأكثر وحشية ودموية في تاريخ إسبانيا فمنعت جل المظاهر التي تبث بصلة للإسلام والمسلمين من إرتداء للملابش والتكلم بالعربية والغناء والزواج الإسلامي بل أنها فرضت عقوبات وحشية على كل من يرفض شرب الخمر وأكل لحم الخنزير بحيث كان يخضع المتهم لمحاكمة صورية تمر عبر إختبار شرب كؤوسا من الخمر مرورا بأكل لحم الخنزير فإذا إمتنع عن ذلك يحال على مسلسل تعذيب تفننت فيه الأيادي الكاثوليكية ، لكن الحقيقة أن هذا الإختبار الأولي كان شكليا فقط أمام ما كان ينتظر المتهم من تعذيب وجلد ومقصلات وإعدام كآخر مرحلة لمسلسل الترهيب الذي إنتهجته الكنيسة في تلك المرحلة من تاريخ إسبانيا .

وإستمر الإضطهاد في أبلغ تجلياته بطرد المورسكيين من إسبانيا بعدما أدركت الكنيسة مدى عمق الإيمان بالعقيدة الإسلامية في نفوس (المورسكوس) وقرررت إخراجهم من إسبانيا ، وهو أيضا حدث تاريخي له من الأهمية الشيئ الكثير ويجب الوقوف عليه في مقالات لاحقة لمحاولة تسليط الضوء على معاناة المورسكيين التي لازالت تبعات إضطهادهم قائمة في وقتنا الراهن.



Admin
Admin

المساهمات : 9265
تاريخ التسجيل : 12/11/2016

https://download-city.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى