ابتسم .. تبتسم لك الدنيا كلها ..
صفحة 1 من اصل 1
ابتسم .. تبتسم لك الدنيا كلها ..
ابتسم
تبتسم لك الدنيا
كلهااا
"يومٌ كئيبٌ آخرُ"
كانَ هذا هوَ أوَّلُ ما قالَهُ سميرٌ
عندَما استيقظَ مِنْ نومِهِ
كالعادَة في تمامِ السَّادسَة
ليستعدَّ للذَّهابِ إلى مدرسِته.
قامَ بِتَكاسُلٍ وهو يتثاءَبُ
وذهبَ ليتوضَّأ
وهو يتمتمُ قائلاً:
ليسَ في الحياةِ شيءٌ ممتعٌ أبدًا
ليتَني أظلُّ نائما إلى الأبد.
سمِعَتْهُ أمُّه وهيَ تُحضِّرُ مائِدةَ الإفطارِ،
كانَت لا تَدري ماذا تفعلُ مَعَ صغيرِها
الذي ينظُر إلى الدُّنيا بمنظارٍ قاتِم.
خرجَ سميرٌ،
وتناولَ الإفطارَ بسرعةٍ فائقةٍ،
وأخذَ حقيبَته ونزَل إلى مدرستِه
وهو على حالتِه مِنَ العُبوس
وأمُّه تنظُر إليهِ حائرةً،
وبينَما هو ينزلُ مِن على السُّلَّمِ
انزَلقت قدمُه،
وسقطَ فصرخَ بشدَّةٍ.
هُرِعَت أمُّه إليه،
وحاوَلَت أن تساعدَه على النُّهوضِ
لكنَّه كانَ يصرُخ بشدَّةٍ،
ويقولُ:
ساقي.. ساقي.
لا أستطيعُ تحريكَها.
سارعَت الأمُّ بالاتِّصالِ بالإسعافِ
وفي المستشفى
قالَ الطبيب:
إنَّ ساقَه كُسِرَت،
ويجبُ أن توضَع في جبيرةٍ،
ويرتاحَ في المنزلِ مدَّةَ شهرٍ كاملٍ.
عادَ سميرٌ إلى المنزلِ مع أمِّه
وساقُه مغطَّاةٌ بجبيرةٍ
وهو في غايةِ الحُزن،
جلَست أمُّه بجوارِه،
وقالت له:
ولدي الحبيب
إنَّك تبدو دائمًا عابسَ الوجهِ
غيرَ سعيدٍ فلماذا يا سمير؟
أجابَ سميرٌ:
إنَّ كلَّ شيءٍ حولي لا يدعو للسَّعادة،
فالمعلِّمُ دائمًا يصرُخُ في وجوهِنا،
ولا يعجبُه ما نفعَلُ
والجوُّ شديدُ الحرارةِ،
والألعابُ باهظةُ الثَّمن،
ولم يَعُدْ مصروفي اليوميُّ
يكفي لشرائِها
وأنا الآنَ قد كُسِرَت ساقي،
ولَن أخرجَ من المنزلِ،
ولن ألعبَ لمَّدة شهر.
تعجبَّت الأمُّ مما قالَ ولدُها،
ثمَّ قالَت:
أهذا ما يضايقُك؟
ولماذا لم تسأل نفسَك
عن سببِ صُراخِ المعلِّم في وجهِك.
ربَّما أنتم مخطئونَ،
ولابدَّ من تغييرِ تصرُّفاتكم
حتى يسعدَ بكُم.
تمتمَ سميرٌ:
ربَّما.
أكملَت الأمُّ حديثَها
قائلةً:
واللُّعَبُ غاليةٌ لكنَّك بفضلِ الله
تستطيعُ أن تشتريَ ما تريدُ
إذا ادَّخَرْت القليلَ من مصروفكَ اليومي.
نظرَ سميرٌ نحوَ أمِّه،
ولم يُجِب،
فقالَتِ الأمُّ:
والجوُّ شديدُ الحرارةِ
لكنَّ الطبيعةَ جميلةٌ،
فالطريقُ مليء بالأشجارِ والزهور.
قالَ
سمير مُتسائلاً:
أيُّ أشجارٍ وزهور؟
إنَّ الزهورَ دائمًا تُغمِضُ أوراقَها،
وقلَّما تفتحُها.
أنا أنظر إليها كلُّ صباح
فَأجدُها مقفَلَة.
ضحكَتِ الأمُّ،
وقالت:
هذا لأنكَ تنزلُ مبكرًا
فتكونُ الزهورُ نائمةً
ولكن بعد ارتفاعِ الشّمس قليلاً
في السَّماء تتفتَّحُ،
وسترى هذا وأنت عائدٌ للمنزلِ،
سترى الزهورَ متفتِّحةً
ومبتسمةً أيضا.
عادَ سميرٌ ينظُر إليها
ولا يجيبُ وكأنَّما لا يقنعُه كلامُها،
كانت تعلمُ أنَّ ولدَها
في حالتِه هذه يحتاجُ إلى كثيرٍ
من الإقناعِ
فأكملت قولَها:
يا ولدي
هل تعتقدُ أنَّ الله عزَّ وجلَّ خلقَنا ليعذِّبَنا؟
أجابَ سميرٌ:
بالطَّبعِ لا.
قالتِ الأمُّ:
إذًا فتأكَّد أنَّ حولَك الكثيرَ
ممَّا يجلبُ السعادةَ،
ولكنَّك لا تشعرُ به.
قالَ الله
تعالى في الحديثِ القدسيِّ:
" أنا عندَ ظنِّ عبدي بي".
ومعنى ذلك
أنَّك كلما ظنَنْتَ في الله خيرا
وجدتَ الخيرَ حولَك
ولكن إذا ظنَنْتَ في الله شرًّا
فلن تجدَ إلا الشر.
سألَ سميرٌ:
وما أنا فيه الآنَ هل هذا خيرٌ؟
قبَّلت الأمُّ رأسه بحنانٍ،
وقالت:
عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم.
قالَ سميرٌ:
حسنًا يا أمي فبمَ تنصحينني؟
أجابَت الأمُّ:
أولا
ثِقْ في الله عزَّ وجلَّ،
وعندما تستيقظُ
عليك أن تقولَ أذكارَ الصَّباحِ،
وتتفاءَل بيومك.
ثانيًا
عليكَ أن تنتظرَ الخير من الله
فتخرج ليومكَ وأنتَ مبتسمٌ،
وابحَث عن الجمالِ فيما حولَك
واستمتِع بهِ.
ثالثاً
قُم بدوركَ المطلوبِ منك،
ولا تقصِّر في عملِكَ
وستجدُ كلَّ الخير بإذن الله.
قالَ سميرٌ:
حسنًا يا أمي
سأحاولُ أن أفعلَ ما تقولينَ،
ولكن الآن ماذا أفعلُ؟
قالَت الأمُّ:
ابتسِم يا ولدي وسأساعِدُك على الوضوءِ
كي تصلِّيَ، وتقرأَ القرآنَ،
وتأكَّد أنَّ ما حدثَ معك اليوم فيه خيرٌ لك.
توضَّأ سميرٌ
بمساعدة أمه، وصلَّى،
وقرأَ ما تيسَّرَ من القرآن ثم نام.
وخلالَ الفترةِ
التي قَضاها سميرٌ في المنزلِ
نفَّذَ نصائحَ أمِّه،
وكانت أمُّه كل يومٍ
تأخذُه على كرسيٍّ متحركٍ،
وتنزلُ به كل صباحٍ
وخلالَ هذه النزهة كانت تلفتُ نظره
لمباهجِ الحياة من حوله.
شعرَ سميرٌ كم كانَ مخطئًا
عندَما كان ينظرُ إلى الحياةِ بتشاؤُم
فالحياةُ فيها كثيرٌ من المباهج.
وذاتَ يومٍ
وهو عائدٌ مع أمِّه من النُّزهة
نظرَ إلى حوضِ الزُّهورِ بجوارِ المنزلِ.
كانتِ الزُّهور تتحرَّكُ مع الشمسِ
ومعَ حركتِها بَدت
كما لو كانت تنظرُ إليه وتبتسمُ،
هنا نظرَ إليها سميرٌ،
وابتسمَ،
ثم رفعَ رأسَه
وقال مبتسما:
حقًا يا أمي إنها تنظرُ إلي وتبتسمُ.
ابتسمَت الأمُّ،
وقالَت:
نعم يا سميرُ إنَّ الكونَ الرائعَ كله
يبتسمُ شكرًا لله على نِعَمِه.
ومرَّ الشهرُ،
وتعافى سميرٌ،
وعادَ يمارسُ حياتَه الطبيعيَّةَ،
ولكن كانَ قد تعلَّم الكثيرَ،
تعلَّم أنَّه كلما أحسنَ الظنَّ باللهِ
وجَدَ الخيرَ،
وتعلَّم أن يتفاءَل بحياتِه،
وألا ينظرَ للجانبِ السيِّئِ من الأمورِ
بل يبحثُ عن الجمالِ والخيرِ
ويستمتعُ به.
وأصبحَ سميرٌ كلَّما خرجَ من منزلِه
نظَر إلى حوضِ الزهورِ،
وابتسمَ لها
وفي عودته ينظرُ إليها أيضًا
فيراها وهي تبتسمُ له.
مواضيع مماثلة
» كلها تراكمات
» تطبيق تخزين صفحات الانترنت كلها فى جيبك للاندرويد
» انا ربتني الدنيا على جزل العطا والجود
» حنان الخضر في زيارة لأم الدنيا مصر
» بالفيديو نسيم يتدرب على أجمل نساء الدنيا
» تطبيق تخزين صفحات الانترنت كلها فى جيبك للاندرويد
» انا ربتني الدنيا على جزل العطا والجود
» حنان الخضر في زيارة لأم الدنيا مصر
» بالفيديو نسيم يتدرب على أجمل نساء الدنيا
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى